فارس أحمد
اله نيتشة الذي رآه يموت امام عينيه، والذي بكى وتفجع لموته ليس إله السماء، فهو لا يعترف بوجوده حتى يميته، وحتى انه لم يأت عليه لا نفيا ولا اثباتا، فلم يعنى نيتشة وهو سادر في شاعرية فلسفته بامر السماء، انما إله نيتشة إلها اخر، اله يقبع في جوهر فلسفته.
فلا يقصد نيتشة بعبارته هذه اله السماء ولا الاديان قاطبة، انما اله نيتشه هو القوة التي رآها تموت امام عينيه بممارسة الانسان للاخلاق المسيحية التي عدها تكريسا للضعف تحول دون تحقيق الانسان لنفسه ليكون الها نفسه، تلك القوة التي هي فرصة الانسان الوحيدة التي تمكنه من خلالها ان يكون الها لنفسه ممثلا بالانسان الاعلى الذي بشر به في نهاية فلسفته.
فاذا ماتت هذه القوة انى للانسان من ان يكون الها؟!! ، اذا ماتت هذه القوة فقد الانسان فرصة ان يكون انسان اعلى.
ولو تناولنا عبارته بتحليل نقدي ادبي فهو كمن هم وصديقه في رحلة على عربة حصان، واذ بالحصان لسبب ما ينفق امام اعينهم ليصرخ الرجل في وجه صديقه ( ماتت الرحلة ) ، فموت الرحلة المأمولة كناية عن موت الحصان، وموت الاله المأمول كناية عن موت القوة التي راها تموت امام عينيه بممارسة الانسان للاخلاق المسيحية التي عدها ضعفا يحول ما بين الانسان ومرتبة الانسان الاعلى كما اسلفنا. والتي هي فرصة الانسان الوحيدة ليكون الها امام نفسه.
الاله مات ونحن الذين قتلناه تعني القوة التي بواسطتها يمكن ان نصبح الهة ماتت ونحن الذين قتلناها… وبايدي من؟!!! بايدينا !!! ، يا ويلنا…. كيف نكفر عن خطيئتنا تلك …
فاذا ماتت الرحلة بموت الحصان.
فلقد ماتت فرصة ألوهيتنا بموت القوة.