هل يمكن الحديث عن مقولة (المدرس قدوة المتعلم) في المنظومات التربوية المعاصرة ….
قدر المدرس أن يتحمل عبئ خلل سائد في منظورنا للتربية….منظور يفتقر الى وعي تاريخي قادر على تصحيح المفاهيم ووضعها في سياقاتها السسيوثقافية….القدوة في المنظومات التربوية المعاصرة مفهوم ميتافزيقي متجاوز مادامت مقاصد التربية وغاياتها تقارب في اطار المشروع المجتمعي….. لا تحدد القدوة في المدرس وانما في النموذج المتوافق عليه مجتمعيا والذي تسعى المؤسسة التربوية الى صناعته وفق المرجعيات الرسمية…..
يصطدم مفهوم القدوة بدلالته الكلاسيكية في الوقت الراهن بتعدد الفاعلين التربويين // الاسرة المدرسة الاعلام الشارع السوشيل ميديا وتعدد شبكات التواصل…..// و يستفحل الوضع حين تتضارب مرجعيات هذه الوسائل في خلفياتها وحمولتها التربوية الامر الذي يتبدد معه وهم المدرس القدوة ولو وصل مقام الصلحاء قيميا امام هول وقوة باقي المؤسسات والفعاليات التربوية وامكاناتها التقنية ….. قوة الفعل والتأثير المدجج بلوجستيك تكنولوجي وفي غياب مشروع مجتمعي انتقلت القدوة خارج أسوار المدرسة ….. تتقاذفها التأثيرات الأكثر فاعلية .
قد نتوافق حول فرضية الازمة الذاتية التي يعيشها المدرس سواء على مستوى التكوين الاكاديمي المعرفي والبيداغوجي او حمولته القيمية لكن اشكال القدوة في حاجة الى مقاربة مغايرة تستحضر المستجدات والتحولات الحاصلة في المجتمع بما فيها الفعاليات والمؤسسات التربوية الموازية.
لايمكن تجاوز معضلاتها / القدوة الا من خلال المشروع المجتمعي المؤطر للمنظومة التربوية في ابعادها المختلفة لتتمظهر في كل المجالات ويتحمل عبأها الجميع دون استثناء .
لقد تحمل المدرس عبئ تصورات مرهقة كرستها المنظومات التربوية اليونانية وعمقت ثقلها مثيبلاتها القروسطية الدينية لكن في شرط ثقافي محفزيسمح بالفاعلية ويقدر السلطة الرمزية ويضمن وحدة مؤسسات التربية….
أما وأن الحداثة قد عصفت بالمجتمع وأفرزت مناخا تربويا معقدا يعطي الشرعية لفاعلين جدد اصبحت معه قدوة المدرس وهما ومشجبا لتبرير الازمة القيمية التي تعيشها المؤسسات التربوية .
NA JIB